حصان مختلف عن بقية القطيع

و أنا صغيرة مكنتش زيى زى بقيت البنات إللى فى سنى , كان نفسى بس للأسف .. كنت مختلفة , قاعدة فى آخر تختة مبتكلمش , مليش صحاب , كراستى مكنش فيها و لا كلمة مكتوبة.. كلها رسومات , رسومات طيور و شجر و حصنة و حصان فى وسط الحصنة مختلف عن بقية القطيع , الرسومات طبعاً كانت سبب مشاكل ملهاش نهاية مع المدرسين و طبعاً مع أهلى , ما عدا مدرس واحد , مدرس الفرنساوى إللى كان دايماً بيشجعنى على الرسم و بيحرص إنه يشوف الرسومات أول بأول رغم إنها مجرد شخابيط طفلة , لحد ما فى يوم الفضول قتلنى و سألته :" إشمعنى حضرتك يا ميسو إللى مبتتضيقش منى؟" رسم على وشه علامات إستغراب مقصودة , "و أتضايق منك ليه؟" رديت من غير ما أفكر " علشان مانيش زى بقية البنات" إبتسم و رجع براسه لورا كأنه بيفتكر حاجة حصلت له زمان , " أنا كمان مختلف , عمرى ما كنت زيى زى إللى عايشين حوالينا دول , و هما كمان عمرهم ما حسسونى بجد إنى منهم" قالها فى حزن و هو ماشى و سايبنى وحدى فى طرقات المدرسة , مختلف إزاى؟ و مين هما إللى مش محسسينه إنه منهم؟ جرائتى مخلتنيش أسأله عن معنى الجملة دى طول سنين الدراسة .
إتخرجت دخلت فنون جميلة .. بقيت رسامة .. كنت كل مرة بقابل مشكلة بفتكر كلامه , كلامه يدينى طاقة فأكمل , و فى يوم بعد معرض رسم ناجح , لقيت نفسى – معرفش ليه – معدية جنب المدرسة , محستش بنفسى غير و أنا جواها , نفسى أقابله و أقوله إنى منستش كلامه و بطلت أكون مجرد بنت مختلفة و بقيت متميزة , نفسى ساعتها أشوف وشه هيبقى عامل إزاى , وشوش كتير نفس وشوش المدرسين مش زايدة غير شوية تجاعيد , سألت الفراش عنه , غمض عينيه كانه محشش و فتحها فجأة كأنه أخيراً فهم أو إفتكر أنا بتكلم عن مين؟ " آهههه الأستاذ نبيل بطرس بتاع الفرنساوى .. لا ده كان مقدم بقاله سنين على هجرة لكندا بسبب الإضطهاد الدينى و إتقبلت من أربع سنين"
و أنا بحاول أستوعب و طلعة م المدرسة خبطت فى طفلة و قعت كراستها فأتضح إن مفيهاش غير رسومات " الله يا حبيبتى دى 
رسوماتك؟ ممكن أشوفها ؟"

ليست هناك تعليقات:

إشترك فى المدونة ليصلك جديد المقالات من خلال
Your pictures and fotos in a slideshow on MySpace, eBay, Facebook or your website!view all pictures of this slideshow
رواية إسكندرانية جديدة بتتكلم عن إسكندرية إللى محدش إتكلم عنها قبل كده عن القعدة فى قهوة الريد و كيرماس سان مارك عن خناقات كارفور ما بين سان جابريال و أميريكان عن نزلة زعربانة عن نادى سبورتنج عن المعاويج و الدحيحة و النوفوريش و الناس الغلابة و عن الطبقة الوسطة و عن شرب الخمرة و الحشيش و لعب الإيستيميشن

فقرة من الرواية:"كانت لعبة الإيستيميشن و فن الحشيش بمثابة ثنائى لا يفترق بالنسبة لعمرو سلامة و رامى و كريم شمس و محمد البارودى... و الغريب أن كل واحد منهم كلن لديه فيما سبق ماضياً أفضل ... عمرو منذ سنين كان متديناً بشكل يسر الناظرين ... كريم كانت له ميول حزبية ... و رامى كان أقل جرأة و أكثر أدباً مع الجميع ... و محمد البارودى كان الأول على فصله فى المدرسة ... إنهم النموذج الشهير للنوع من البشر الذين يبحثون عن إستجابة الدعاء فى أكواب الخمور ... و وجدوا الشفافية السياسية فى شفافية ورق البفرة(ورق لف السجائر) الشفاف"

للدخول إلى جروب الرواية على الفيس بوك أضغط هنا

مدونات شقيقة