الشكل الأول : ذات الضحكات المكتومة


فضلت أن أبدأ بها لأنها مستفزة للغاية ... عندما تراها مُصادفة فى أى مكان لا تستطيع أن تمنع نفسك من التعجب الساخر و الإندهاش الغاضب اللذان يسيَطران عليك فى آن واحد أثراً لرؤيتك شخصها الغريب و المُريب

تقع عينى عليها فى كل مكان أذهب إليه فى الأسكندرية بدايةً من أرقى كافيهات حى"كفر عبده" الذى ملأته الفيلات ... إنتهائاً بمحطات الترماى مروراً بأماكن الخروج المشهورة فى مارينا و أخواتها

أحياناً أراها بمصاحبة أحدهم و أحياناً كثيرة لا تكون كذلك ... إنتباهى الكامل لها و لنهديها و لمؤخرتها الضئيلة الجذابة جعلنى أصرف النظر تماماً عن حقيقة إن كان ذلك الرجل الذى أراها بصحبته هو نفس الرجل كل مرة أم إنهم رجال كثيرون تبدلهم كما تبدل أوراق اللعب فى دور كوتشينة ساخن ....

لعلكم لا تعرفونها و لكنكم بالتأكيد تعرفون أمثالها اللتن ملئتن البلاد ... و شوارع البلاد ....

تصر قبل نزولها من بيتها فى فلمنج أن ترتدى أقصر الملابس و أكثرها عرياً ... سقف نهدها هو التطبيق المثالى لنظرية عوامل التعرية ... فمن كثرة خروجه للعالم المكشوف باتت رؤيته خالية من أى جديد ... و لكنها لم تخلو من المتعة رغم ذلك ...

سلوك الجزء السفلى من جسدها (من خصرها إلى قدميها) لا يختلف عن سلوك جسدها العلوى ... على ما يبدو أن ذلك الجزء أيضاً يكره التغطية ... و إن رأيته مُغطى فهو مُغطى ب"جينز" ضيق للغاية إلى حد الإختناق اللذيذ الموضح لكل شىء

تنتمى هى إلى ذلك النوع من النساء اللتن يركبن المواصلات العامة خصيصاً لينوبها بعض من لمسات الرجال أو على الأقل نظراتهم المحرومة ... تترك عربة النساء و تركب عربة الرجال فقط ليلمسوها ... ثم تعترض بعبارات خارجة و كأنها غاضبة ... و أقول "كأنها" لأنن متأكد أنها ليست كذلك خاصة بعد رؤيتى لتلك الضحكة المكتومة الخفية التى تتسلل على شفتيها بعد إنتهاء أى موقف مماثل للموقف السابق ...

وجهها خالى من أى نوع من أنواع الجمال ... و ينطبق ذلك على معظم أنحاء جسدها أيضاً ... و لأن ملابسها تمنعك من النظر إلى غيرها ... يبدو لى أن ذلك العُرى ما هو إلا محاولة إعلانية لتعويض جمال طبيعى لا وجود له للأسف

و لأننى شخص لا يحترم خصوصيات الأخرين عندما يتملكه الفضول و لأنها تسكن بالقرب منى ... تتبعها إلى بيتها ... مرات عديدة و على فترات متباعدة ... رغم الحر و البرودة و الشتاء و الصيف و الدراسة و الأجازة ... لم يمنعنى أى شىء من تتبعها ... و فى إحدى المرات وافقنى الحظ و رأيت والدها و والدتها (من بعيد طبعاً)...
رجل ذو ذقن متدينة طويلة و أمرأة سمينة مُحجبة(!!!!) ...

يبدو أن سليلة المُلتزمين قد إختارت حياة أخرى ... أو ربما لم تختار و لكنها أصبحت تدريجياً و دون وعياً منها مُدمنة ... مدمنة لنظرات الرجال ... منعتها تربيتها من إستكمال حب الجنس الآخر إلى أخره ... فقد أحبت سراً عبارات الإعجاب و إستبعدت السرير من مستقبلها ....على الأقل ليس كمهنة ...

ليست هناك تعليقات:

إشترك فى المدونة ليصلك جديد المقالات من خلال
Your pictures and fotos in a slideshow on MySpace, eBay, Facebook or your website!view all pictures of this slideshow
رواية إسكندرانية جديدة بتتكلم عن إسكندرية إللى محدش إتكلم عنها قبل كده عن القعدة فى قهوة الريد و كيرماس سان مارك عن خناقات كارفور ما بين سان جابريال و أميريكان عن نزلة زعربانة عن نادى سبورتنج عن المعاويج و الدحيحة و النوفوريش و الناس الغلابة و عن الطبقة الوسطة و عن شرب الخمرة و الحشيش و لعب الإيستيميشن

فقرة من الرواية:"كانت لعبة الإيستيميشن و فن الحشيش بمثابة ثنائى لا يفترق بالنسبة لعمرو سلامة و رامى و كريم شمس و محمد البارودى... و الغريب أن كل واحد منهم كلن لديه فيما سبق ماضياً أفضل ... عمرو منذ سنين كان متديناً بشكل يسر الناظرين ... كريم كانت له ميول حزبية ... و رامى كان أقل جرأة و أكثر أدباً مع الجميع ... و محمد البارودى كان الأول على فصله فى المدرسة ... إنهم النموذج الشهير للنوع من البشر الذين يبحثون عن إستجابة الدعاء فى أكواب الخمور ... و وجدوا الشفافية السياسية فى شفافية ورق البفرة(ورق لف السجائر) الشفاف"

للدخول إلى جروب الرواية على الفيس بوك أضغط هنا

مدونات شقيقة