... تلك الرائحة الكريهة , رائحة سجائر كليوباترا و خليط مابين روائح أخرى مقرفة و لكنها ما زالت محببة بشكل ما , المكان أصبح خالياً تماماً إلا من زنة لمبة نيون تصرخ بشكل مستقر أبدى على ما يبدو , ما زال يتذكرها .. كيف كانت تتحرك فى أرجاء المكان و كأنها تملكه بل و كأنها تملك الكون بأسره , مدخنة الكليوباترا هذه لم تكن أجمل نساء العالم بل أجمل نساء .. عالمه هو , كانت أكثرهن .. جرائة , أكثرهن .. حرية , يتذكر كيف كانت تتغير ألوان المكان فى عينيه كلما غيرت هى تفصيلة من تفاصيل شعرها أو تبرجها البسيط ,
ها هى ملامح وجهها تتضح خلف سحابة من دخان الكليوباترا كانت قد أصدرته من فمها , آه لو صمتت زنة اللمبة النيون أو على الأقل أنخفض صوتها قليلاً لتذكر ماذا كان يقول لها .. آه نعم ... تعابير وجهه توحى بأنه تذكر " ماتيجى نسافر يا بت؟" ضحكت ضحكة حقيقية جداً كتلك التى ضحكتها أمه عندما سألها فى صغره " ماما ماما ماما هو أنا جيت إزاى؟" أنخفضت ضحكاتها تدريجياً ثم سألته :"ليه؟"
- و ليه لأ؟ لما هنسافر هنبقى حاجة تانية
- أنا مش عايزة أبقى حاجة تانية , أنا عايزة أفضل هنا فى المكان ده , توعدنى إنك ماتسبنيش و تسافر؟
- ...
- توعدنى
- أوعدك
يا الله كم أفتقدها , و ...
" لا يا ست هانم الشقة دى الحكومة قافلاها بالشمع الأحمر , أصلها ... فال وحش"
سألته خطيبته خريجة الجامعة الأمريكية :"فال وحش إزاى يعنى؟"
أجابها فى ملل أبوى :"قصده إنها كانت بيت دعارة"
سأله البواب فى شك :" هو سيادتك تعرف اللى كانوا قاعدين هنا و لا إيه؟"
أجابه قبل أن ينتقل شكه لرفيقته بأنه رجل عاش معظم عمره من الخارج لا علم له بمثل تلك الأماكن سوى من خلال التلفاز
• لا شقق للبيع هنا
أنطلق هو و تلك النصف مصرية نصف أمريكية إلى مكان آخر و أخذا تدريجياً يبتعدا عن ... تلك الرائحة الكريهة , رائحة سجائر كليوباترا و خليط مابين روائح أخرى مقرفة و لكنها ما زالت محببة بشكل ما , المكان أصبح خالياً تماماً إلا من زنة لمبة نيون تصرخ بشكل مستقر أبدى على ما يبدو
إشترك فى المدونة ليصلك جديد المقالات من خلال
رواية إسكندرانية جديدة بتتكلم عن إسكندرية إللى محدش إتكلم عنها قبل كده عن القعدة فى قهوة الريد و كيرماس سان مارك عن خناقات كارفور ما بين سان جابريال و أميريكان عن نزلة زعربانة عن نادى سبورتنج عن المعاويج و الدحيحة و النوفوريش و الناس الغلابة و عن الطبقة الوسطة و عن شرب الخمرة و الحشيش و لعب الإيستيميشن
فقرة من الرواية:"كانت لعبة الإيستيميشن و فن الحشيش بمثابة ثنائى لا يفترق بالنسبة لعمرو سلامة و رامى و كريم شمس و محمد البارودى... و الغريب أن كل واحد منهم كلن لديه فيما سبق ماضياً أفضل ... عمرو منذ سنين كان متديناً بشكل يسر الناظرين ... كريم كانت له ميول حزبية ... و رامى كان أقل جرأة و أكثر أدباً مع الجميع ... و محمد البارودى كان الأول على فصله فى المدرسة ... إنهم النموذج الشهير للنوع من البشر الذين يبحثون عن إستجابة الدعاء فى أكواب الخمور ... و وجدوا الشفافية السياسية فى شفافية ورق البفرة(ورق لف السجائر) الشفاف"
للدخول إلى جروب الرواية على الفيس بوك أضغط هنا
فقرة من الرواية:"كانت لعبة الإيستيميشن و فن الحشيش بمثابة ثنائى لا يفترق بالنسبة لعمرو سلامة و رامى و كريم شمس و محمد البارودى... و الغريب أن كل واحد منهم كلن لديه فيما سبق ماضياً أفضل ... عمرو منذ سنين كان متديناً بشكل يسر الناظرين ... كريم كانت له ميول حزبية ... و رامى كان أقل جرأة و أكثر أدباً مع الجميع ... و محمد البارودى كان الأول على فصله فى المدرسة ... إنهم النموذج الشهير للنوع من البشر الذين يبحثون عن إستجابة الدعاء فى أكواب الخمور ... و وجدوا الشفافية السياسية فى شفافية ورق البفرة(ورق لف السجائر) الشفاف"
للدخول إلى جروب الرواية على الفيس بوك أضغط هنا
هناك تعليقان (2):
احساسك في الكتابة عاجبني .. والاكتر بقا الوصف في تفاصيل المكان كأنك موجود فيه... ريحة سيجارة كيلوباترا..زنة لمبة النيون اللي ممكن يكون ضوئها اقل او فيها وميض عشان بايظة او مش متركبة كريس لانها لو متركبة كويس مش حتزن ... احييك
بس بقا انا توقعت انها حتكون شقة فيها عفاريت يعني ... بس لقيتها شقة " دعارة ".. الصراحة فال اسوأ من العفاريت
إرسال تعليق