الشكل السادس :فتاة الكُلية

قالوا لى أن المُبالغة فى الفلسفة و تحويل كل شىء (و أى شىء) إلى نظريات ما هو إلا تصرف مُبالغ فيه يضُربصاحبه
.... لم أصدقهم حتى عرفتها ... كانت سنتى الأولى فى الكُلية .. كان التحول من نظام المدرسة الصارمة إلى الكلية الخاصة المفتوحة يُرهقنى فعلاً ... تحولت إلى إنسان خجول أكثر مما يجب ... ثم تحولت إلى إنسان جرىء إلى حد الوقاحة ... تحولات نفسية عديدة مرت بى خلال سنتى الأولى و هناك ... و فى وسط كل ذلك رأيتها ... مباشراً بعد تجربة حُب فاشلة ... و كأننى كنت فى حاجة إلى صدمة جديدة !!!

فتاة جميلة للغاية ... تفتقد إلى بعض الأحجام المطلوبة فى جسدها ... كانت تفتقر بشدة إلى صدر أكبر ... و لكنها لم ينقصها الشعر الأصفر و هذا هو نقطى ضعفى ... فأنا أسمر اللون لذلك تجدنى أبحث عند المرأة إلى ما لم أمتلكه قط ... وجهها طفولى إلى حد جذاب جداً ... كانت أقرب من قابلت إلى المثالية ...

إزدادت نسبة حضورى للكُلية فقط لأراها كل يوم ... حتى لا أنسى شكلها الملىء بالتفاصيل ... لرؤيتها و هى تبحث عن الدفء فى كوب الكابتشينو مُتعة حقيقية تساوى مُتعة الإستماع إلى الأوبرا ... لصوتها الرقيق و هى تنادى أحد أصدقائها تأثير العلاج النفسى ... لشخص مثلى قد إقترب من الجنون ... لم يكن بينى و بينها أى معارف مُشتركين .... فأبيت أن أكلمها ... و كنت قد أفشيت سرى لبعض زملائى المقربين ... فسألونى فى فضول "طب و إيه إللى مخلاكش تكلمها لحد دلوقتى؟" ... لم أستطع الإجابة عن السؤال .. ليس لعدم معرفتى بالإجابة ... بل كان السبب معروف ... أننى صدقاً لم أمتلك الشجاعة ... و لكننى كنت فى فترة أحاول فيها أن أرسم عن نفسى صورة قوية أمام الناس ... و هُنا جاء الوقت المناسب لنظرية فارغة جديدة تنقذنى من براثين السؤال المُزعج ...

قلت لهم أننى افضل أن أبقى فى تلك المرحلة إلى الأبد إن أمكن ... لا أريد أن أرى عيوبها فتَفسد صورتها فى ذهنى ... لا أريد أن أعرف إسمها ... و رويداً رويداً بدأت أصدق كذبتى

و مرت الأيام .... و ما زلت أنا على إدمانى بها ... إصطدمت بصورتها هذه المرة ليس فى الكلية ... بل كانت صورة فوتوغرافية ثابتة على إحدى صفحات الfaceBook ... كانت سعيدة للغاية ... و أحاط أحدهم يديه بكتفها الضئيل ... لم أكن قد رأيت صاحبها من قبل ... ليس حتى تلك اللحظة الأليمة ... غضبت للغاية .... أصبحت دون وعى منى أقارن نفسى به ... حتى وجدت أن المقارنة ليست فى صالحى ... على الأقل ليس من حيث الشكل ... ما زالت حتى الآن أسأل نفسى ماذا كان سيحدث إن كنت قد قمت بما أردت فعله ... لو أننى لم أستسلم لمخاوفى اللعينة و لو مرة واحدة... ما بين كل المدونات و الأشكل يبدو ذلك الشكل هو الأنسب و الأقرب للعنوان فتلك الفتاة لم أعرفها إلا شكلاً... شكل غير قابل للنسيان أو التجاهل

هناك 11 تعليقًا:

غير معرف يقول...

3ala fekra el 7ekaya di 7asaletly zayak keda bezabt
kont mo3gab awy b wa7da w makontesh 2ader akalemha 3ashan makansh 3andi el shaga3a
w bardo zayak keda shoft souretha 3al FACEBOOK... w tel3et mesh mo7tarama w beta3et welad :S

el mohem... ana ba3d el 7war da batalt a7eb 7ad ela lama akalemo w at3araf 3aleh kwayess awi...

مصطفى محمد أمين يقول...

ده بالظبط هو إللى أنا كونت بحاول أوصله من البوست

الحب هو إنك تحب الشخصية اللى بتشاركك إهتماماتك مش إنك تمارس العادة السرية و أنت بتتخيل بنت إنت ماتعرفهاش!!!!

saso يقول...

طيب لو الكلام اللى فى التعليق دا هو اللى انت كنت عايز توصله ليه قولت فى اخر المقاله الكلام دا ؟؟؟
(ما زالت حتى الآن أسأل نفسى ماذا كان سيحدث إن كنت قد قمت بما أردت فعله ... لو أننى لم أستسلم لمخاوفى اللعينة و لو مرة واحدة...)

ليه سألت نفسك الاسئله دى ؟

saso

مصطفى محمد أمين يقول...

لأن مجرد فكرة حبى المزيف لها مزعجة بالنسبة لى

خوفى من رفضها يهيننى و يحط قدرى من نفسى أمام نفسى

أردت أن أحسم الأمر مع نفسى المترددة
أكانت هى تستحق كل هذا العناء

أوراء هذا الباب جنة؟

azhermahdi يقول...

كتاباتك حلوة ومريحة للعقل والروح ، حاول تكتب اكثر والاهم انك تكتب بنفس الاسلوب والفكرة او احسن ربما

فريق الاعداد يقول...

مش حقلك عجبتني القصة
لأنها بجد تحفة
ومش حقول ان المدونة روعة لأنها كذلك
انا عارف الاشكال دي كويس
عنوان في الصميم
تحياتي
واستمر ربنا يوفقك
اه كنت عوزة اطلب طلب ياريت تزوور المدونة بتاعي وتديني رأيك في المجلة الالكترونية إلي أنا عملاها
وشكرا

غير معرف يقول...

طيب لو الحاصل العكس , البنت معجبة بشاب لدرجة الجنون و بتحبه جدا لكن هو و لا مديها وش خالص رغم إنها انسانة جميلة و مؤدبة بس من كتر أدبها هو تقريبا مش فاهم حبها ليه أو مطنش , تعمل ايه ؟
أنا قررت في النهاية أفضل جنبه أساعده و أخد بالي منه و بقالي على كده كتير بس بدأت في الآخر قلبي يتحرق لما أشوفه, يعني على الأقل كان عندي الجرأة و كلمته و دخلت معاه في حوارات شغل مع بعض و حاجات كده بس الموضوع واقف محلك سر و الغريبة إنه بيهزر و يضحك مع كل البنات و ييجي معايا يتكلم برسمية و يادوب يرد كلمتين على قد السؤال كأنه قاصد

مصطفى محمد أمين يقول...

أنا مش قصدى أتدخل فى حياتك بس بما إنك طلبتى رأيى ... ماتخليكى طماعة شوية !!!!

خدى الرهان الكبير

كل شىء أو لا شىء

إما أن تمتلكيه إما أن تنسيه

لما نحب تعذيب أنفسنا فى حلول وسط لا تحل المشكلة؟

saso يقول...

متهيالى انها فعلا خدت الرهان الكبير وحاولت تمتلكه لدرجه ان قلبهااتحرق
انا من رايى ان كفايا عليه كدة ممكن تكونى مش انتى الشخص اللى هو بيتمناه
انتى فعلا عندك حق انك اتجراتى بس متهيالى الجراءة متوصلش لان الواحد يحط من نفسه صدقينى (انتى عملتى اللى عليكى)

غير معرف يقول...

شكرا يا جماعة
فعلا عندكم حق
كفاية عليه كده
أنا من أيام بفكر في إني أنهي الموضوع
و قبل ما أشوفه أكون مصممة إني مش ححاول خلاص
بس لما بشوفه بضعف و أنسى قراري
و لأننا مرتبطين مع بعض في شغل كتير فلازم إني أشوفه , لكن ححاول تكون علاقة شغل بس أما قلبي حسيبه لحد يستاهل و عنده احساس
ميرسي جدا يا مصطفى و يا ساسو

بس قبل ما أنهي الموضوع و أخد بحل النسيان عايزة أسئلك يا مصطفى
لما قلت إني أمتلكه أو أنساه
قصدك إني أواجهه بشكل مباشر و أقوله ؟
و لا قصدك إني أستمر في المحاولة لكن بشكل أوضح لفترة محددة بعدين إذا ما نفعش أنساه ؟

مصطفى محمد أمين يقول...

أنا أقصد الإتنين

تدريجياً ... تبتدى توضحى توضحى توضحى ... و إنت لما تشوفيه رد فعله على كل حاجة ... إنتى من نفسك هتحسى إيه الخطوة إللى جاية

إشترك فى المدونة ليصلك جديد المقالات من خلال
Your pictures and fotos in a slideshow on MySpace, eBay, Facebook or your website!view all pictures of this slideshow
رواية إسكندرانية جديدة بتتكلم عن إسكندرية إللى محدش إتكلم عنها قبل كده عن القعدة فى قهوة الريد و كيرماس سان مارك عن خناقات كارفور ما بين سان جابريال و أميريكان عن نزلة زعربانة عن نادى سبورتنج عن المعاويج و الدحيحة و النوفوريش و الناس الغلابة و عن الطبقة الوسطة و عن شرب الخمرة و الحشيش و لعب الإيستيميشن

فقرة من الرواية:"كانت لعبة الإيستيميشن و فن الحشيش بمثابة ثنائى لا يفترق بالنسبة لعمرو سلامة و رامى و كريم شمس و محمد البارودى... و الغريب أن كل واحد منهم كلن لديه فيما سبق ماضياً أفضل ... عمرو منذ سنين كان متديناً بشكل يسر الناظرين ... كريم كانت له ميول حزبية ... و رامى كان أقل جرأة و أكثر أدباً مع الجميع ... و محمد البارودى كان الأول على فصله فى المدرسة ... إنهم النموذج الشهير للنوع من البشر الذين يبحثون عن إستجابة الدعاء فى أكواب الخمور ... و وجدوا الشفافية السياسية فى شفافية ورق البفرة(ورق لف السجائر) الشفاف"

للدخول إلى جروب الرواية على الفيس بوك أضغط هنا

مدونات شقيقة